منتــدى روشنــــة عيـــــــال
لكل امرئ ما نوى  4o08qe1g982z8hvir5vk

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتــدى روشنــــة عيـــــــال
لكل امرئ ما نوى  4o08qe1g982z8hvir5vk
منتــدى روشنــــة عيـــــــال
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لكل امرئ ما نوى

اذهب الى الأسفل

لكل امرئ ما نوى  Empty لكل امرئ ما نوى

مُساهمة من طرف محمد حمزه الأربعاء ديسمبر 01, 2010 10:10 am

لكل امرئ ما نوى  %D8%A7%D9%84%D9%86%D9%8A%D8%A9
عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه" رواه البخاري ومسلم وأبو داود.
التعريف بالراوي:
هو الخليفة الراشد، أمير المؤمنين، أبو حفص، عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى، القرشي، العدوي، ولد قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثين سنة، وكان قبل إسلامه شديداً على المسلمين، ثم أسلم فكان إسلامه فتحاً على المسلمين، وفرجاً لهم من الضيق، قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: (وما عبدنا الله جهرة حتى أسلم عمر).
كان عمر ـ رضي الله عنه ـ طويلاً، جسيماً، شديدة الحمرة. سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاروق؛ لأن الله فرق بإسلامه بين الحق والباطل، وإسلامه كان قبل الهجرة بخمس سنوات، وشهد الوقائع كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبويع بالخلافة سنة ثلاث عشرة للهجرة بعد وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، بعهد من أبي بكر رضي الله عنه، وفي عهده تم فتح الشام، ومصر، والقدس، والعراق، وهو أول من أرخ التأريخ الهجري، وأول من دون الدواوين، وأول من اتخذ بيت المال للمسلمين، وكان يتفقد حاجات المسلمين بنفسه، وكان قوياً في الحق، وإذا مشى مع طريق فر الشيطان إلى طريق آخر.
دامت خلافته عشر سنوات، توفي شهيداً، عام 23 هـ وعمره 63 سنة، رضي الله عنه وأرضاه.
المباحث اللغوية:
إنما الأعمال بالنيات: المراد بالأعمال هنا: جميع ما يعمله الإنسان.
والنيات: جمع نية، وهي في اللغة: الإرادة والقصد.
وفي الاصطلاح يراد بها معنيان:
المعنى الأول: تمييز المقصود بالعمل، أهو الله وحده لا شريك له أم لله ولغيره؟ كالصلاة مثلاً، هل صلاها العبد لله وحده ممتثلاً أمره، محباً له، راجياً لرحمته، خائفاً من عقابه، أم صلاها رياء؟
المعنى الثاني: تمييز العبادات بعضها عن بعض، كتمييز صلاة الظهر من صلاة العصر، وتمييز صيام رمضان من صيام غيره، أو تمييز العبادات كتمييز غسل الجنابة من غسل البرد والتنظيف.
وقوله: (إنما الأعمال بالنيات) هذا التركيب يفيد الحصر، أي: لا عمل إلا بنية.
امرئ: الامرئ: الرجل.
هجرته: من الهجر، وهو الترك، ضد الوصل، ثم غلب الاستعمال على الخروج من أرض إلى أرض. وفي الشرع: مفارقة دار الكفر إلى دار الإسلام خوف الفتنة، وطلباً لإقامة الدين.
دنيا: بضم الدال وكسرها، والضم أشهر، وسميت الدنيا بذلك؛ لدنوها من الزوال، أو لسبقها الأخرى، والمراد هنا: ما يريده من أمور الدنيا من المال والجاه والمنصب وغيرها.
يصيبها: أي: يحصلها.
الأحكام والتوجيهات:
هذا حديث عظيم الشأن، جليل القدر، أصل من أصول الدين، ولذلك كثر كلام السلف الصالح في عظم شأنه، وبيان أهميته، يقول ابن رجب رحمه الله: (وبه صدر البخاري كتابه الصحيح، وأقامه مقام الخطبة له، إشارة منه إلى أن كل عمل لا يراد به وجه الله فهو باطل لا ثمرة له في الدنيا ولا في الآخرة).
وذكر عن الشافعي ـ رحمه الله ـ قوله: (الحديث ثلث العلم، ويدخل في سبعين باباً من الفقه). ونقل عن الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ قوله: (أصول الإسلام على ثلاثة أحاديث: حديث عمر رضي الله عنه: "إنما الأعمال بالنيات"، وحديث عائشة رضي الله عنها: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، وحديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما: "الحلال بين والحرام بيّن").
ومن أحكام هذا الحديث وتوجيهاته:
1 ـ شأن النية عظيم وكبير، فلا يقبل العمل بدون نية خالصة، فالنية شرط لصحة الأعمال وقبولها، ولذلك أمر الله تعالى بإخلاص النية له سبحانه في جميع العبادات، قال تعالى: ]فاعبد الله مخلصاً له الدين… [ (الزمر: 2)، وقال: ]وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء.. [ (البينة: 5).
ولهذه النصوص وغيرها، فلا تصح الأعمال إلا بالنية، فمن صلى لغير الله تعالى لم تقبل صلاته، ومن زكى نفاقاً ورياء لم يقبل، وهكذا.
2 ـ لقد اهتم السلف الصالح ـ رحمهم الله تعالى ـ بأمر النية، فكانوا يحسبون لها حساباً كبيراً، نقل ابن رجب ـ رحمه الله ـ عن عمر ـ رضي الله عنه ـ قال: "لا عمل لمن لا نية له، ولا أجر لمن لا حسبة له". وعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: "لا ينفع قول إلا بعمل، ولا عمل إلا بنية، ولا ينفع قول ولا عمل ولا نية إلا بما وافق السنة".
وعن داود الطائي قال: "رأيت الخير كله إنما يجمعه حسن النية".
وعن ابن المبارك رحمه الله: "رب عمل صغير تعظمه النية، ورب عمل كبير تصغره النية".
3 ـ مما يفيده الحديث أنه ليس للإنسان إلا ما ينويه حتى العادات التي يقوم بها في حياته من الأكل والشرب والجلوس والنوم ونحو ذلك، تتحول بالنية إلى طاعة يثاب عليها العامل، فإذا أكل وكان أكله حلالاً ونيته إشباع نفسه والتقوي به على طاعة الله تعالى كان مأجوراً على أكله، وهكذا فاللذائذ التي تشتهيها النفس إذا صاحبتها النية تحولت إلى قربات، جاء في حديث أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ في أثناء كلامه صلى الله عليه وسلم عن الصدقات، قال: "وفي بضع أحدكم صدقة" قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر، قال: "نعم، أرأيتم لو وضعها في حرام يكون عليه وزر؟" قالوا: نعم، قال: "فكذلك إذا وضعها في حلال فله فيها أجر".
وعن سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها، حتى ما تجعله في فيّ امرأتك".
4 ـ قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" فيه دليل على وجوب الاعتقاد بالقلب، وأن الإيمان لا يكفي فيه مجرد النطق باللسان، فالإيمان، إقرار باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل بالجوارح والأركان، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان.
5 ـ مما يتضمنه الحديث الوعيد الشديد بأن من عمل عملاً لم يقصد به وجه الله تعالى أنه لا يثاب عليه، بل يرد عليه عمله، كأن يكون جاهد رياء أو أنفق ماله ليكسب سمعة، أو تعلم ليقال عالم، أو قرأ القرآن ليقال: ما أحسن قراءته، فهؤلاء ونحوهم يبعثون على نياتهم، قال تعالى: ]من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون[ (هود: 15، 16)، وقال تعالى عن المصلين الذين يقصدون بصلاتهم الرياء والسمعة: ]فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون[ (الماعون: 4 ـ 7).
6 ـ الهجرة من ديار الكفر إلى ديار الإسلام عمل جليل صالح، رغب فيه الشرع وأكد عليه؛ لما يتضمنه من حفظ دين العبد وعدم فتنته في دينه، وإقامة شرع الله عز وجل، فإذا قصد المهاجر وجه الله تعالى وما عنده أثيب على عمله الصالح، وإذا قصد أمراً دنيوياً كمالٍ أو زواج فلا يثاب على هجرته، وله ما نوى من أمور دنياه.
7 ـ من معاني الهجرة هجر الذنوب والمعاصي، كبيرها وصغيرها، وتركها بالكلية، وهذا مما يطالب به كل مسلم، وتركه لها يثاب عليه بحكم نيته الصالحة؛ لأن المؤمن إذا ترك شيئاً لله جازاه عليه، وعظم له الأجر والثواب.
محمد حمزه
محمد حمزه
عضو مبتدأ
عضو مبتدأ

ذكر عدد المساهمات : 193
نقاط : 287
تاريخ التسجيل : 18/08/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى