نهاية العالم 2012

في فيلم شهير يعرض حاليا في دور السينما يتحدث عن نهاية العالم في 2012، والكثيرون استغربوا اختيار سنة 2012 لقربها، الا ان المؤشرات تؤكد ان أمام زعماء العالم اقل من اسبوعين لإنقاذ الأرض، فالتحضيرات جارية على قدم وساق لقمة كوبنهاغن التي ستُطرح فيها قضايا مصيرية تختص بالبيئة ومقومات الحياة على سطح الأرض والآخذة في التناقص مع التوسع العمراني وزيادة رقعة المدنية. الغريب ان تقدم الإنسان يفترض ان تصاحبه زيادة وعي للحفاظ على محيطه البيئي، الا ان الواقع يقول عكس ذلك، فقد كانت أميركا أولى الدول التي رفضت الالتزام بمعاهدة «كيوتو» اتفاقية الأمم المتحدة البيئية للتغير المناخي، وقد تبعتها الصين التي أكدت ان الغرب يجب ان يعطيها فسحة من الوقت تصل الى قرابة المئة عام من اجل الصعود كقوة اقتصادية ضاربة وانه من غير العدالة ان تطبق على صناعاتها المعايير البيئية وهي في طريقها للصعود، في حين اخذ الغرب كل الوقت للنهضة والتقدم بمختلف أشكاله الصناعية والزراعية وغيرهما من مجالات حيوية.

تعقد قمة كوبنهاغن تحت رعاية الأمم المتحدة في الفترة ما بين 17 و18 ديسمبر لمناقشة التغير المناخي، الا ان الاجتماع الأخير لرئيسي اكبر دولتين ملوثتين للبيئة الدولية وهما الصيني هوجنتاو والأميركي اوباما لم يسفر عن اتفاق على الالتزام باتفاقية يتم إقرارها في قمة كوبنهاغن ما يفرغ القمة من أهميتها التاريخية حيث تضيع فرصة أخرى على الجنس البشري في الحفاظ على بقائه واستمراره. الا ان الدول النامية كمنطقة الخليج التي يجتمع فيها التأخر النسبي في خطط التنمية والتلوث البيئي ليست في حاجة لانتظار قمة كوبنهاغن لتحدد مصير الإنسان الخليجي، فمنطقة الخليج بفعل تعاقب الحروب واستخدام اليورانيوم المنضب، ومرور الناقلات النفطية، ونفوق الأسماك، وحرق الآبار من قبل المقبور صدام حسين يجعلها قضايا مهمة تتحملها بشكل رئيس منطقة الخليج حكومة وشعبا. على الرغم من توافر الطاقة الشمسية وفي ظل الحاجة لتنويع مصادر الدخل، الا ان دول الخليج لاتزال بطيئة في النظر بإمكانات الطاقة المتجددة. كما ان إعادة تصنيع النفايات ثقافة لم تعرفها منطقة الخليج حتى الآن.

وتقوم فكرة فيلم 2012 على ان المياه سوف تغرق الأرض وهو سر يعرفه قادة الدول المتقدمة بما فيها أميركا، وألمانيا، وايطاليا وروسيا والصين والتي تعتبر نقطة التجمع التي تنطلق منها الأفلاك التي ستقوم بمهمة المحافظة على الجنس البشري. وفي احدى لقطات الفيلم تتساءل ابنة الرئيس الأميركي عن معايير اختيار الأشخاص الذين سوف تنقذهم الأفلاك، فرد عليها المسؤول ان سعة الأفلاك هي 400 ألف نسمة تمّ اختيارهم من أفضل الجينات، ثم تدور الكاميرا على عربي يقود قطيعاً من النساء من خلفه في طريقهم لصعود الأفلاك، فترد ابنة الرئيس: سيدي اشك في صحة كلامك حول أفضل جينات الجنس البشري!!