سبيل النجاة

من طرف محمد حمزه الأربعاء ديسمبر 01, 2010 10:25 am

]عن أبي أمامة الباهلي ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه" رواه أبو داود والترمذي وغيرهما، بإسناد حسن[/size]

التعريف بالراوي:

]هو الصحابي الجليل أبو أمامة الباهلي، اسمه: صُدَي بن عجلان، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى علماً كثيراً، مات سنة إحدى وثمانين، وقيل سنة ست وثمانين، رضي الله عنه وأرضاه.[/size]

المباحث اللغوية:

الزعيم: الضامن والكفيل، ومنه قول الله سبحانه وتعالى: ]وأنا به زعيم[ (يوسف: 72).

البيت: المراد به هنا: القصر.

رَبَض الجنة: بفتح الراء والباء، والمراد به هنا: أسفل الجنة.

المِراء: بكسر الميم، والمراد به هنا: الجدال، يقال: ماريته إذا طعنت في قوله تزييفاً للقول، وتصغيراً للقائل.

مُحقاً: بضم الميم وكسر الحاء وتشديد القاف، أي: وإن كان الحق معه فيما يجادل فيه.

الكذب: ضد الصدق، وهو الإخبار بخلاف الواقع.

الأحكام والتوجيهات:

1 ـ الداعية الناجح والمربي الناصح، هو الذي يعرض ما لديه من فوائد وآداب وأخلاق بصورة مرغبة مشوقة حتى يتلقاها السامع بكل شوق وتلهف، فيقبلها قبولاً كريماً، وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو هنا يذكر بعض هذه الضمانات لمن قام بهذه الآداب.

2 ـ الجنة أعلى ما يطلبه الطالبون، وأنفس ما يتنافس فيه المتنافسون، قد أفلح من يسعى إليها، وفاز من يظفر بها، وسعد من يعمل لأجل الحصول عليها، ثمنها غالٍ، وهو سهل لمن سهله الله عليه، والرسول صلى الله عليه وسلم يضمنها لمن قام بهذه الأعمال الجليلة.

3 ـ في الجنة أماكن متعددة، والجنة درجات، ولكل مكان أو درجة؛ عمل يكون ثمناً له، وفي هذا الحديث عدد الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثة أماكن:

أ ـ المكان الأول: وهو في ربض الجنة، يحصل عليه من اتصف بترك الجدال العقيم الذي لا فائدة منه، والذي يصحبه رفع الصوت، وتكلف الحجة، ويؤجج الشحناء والبغضاء، ولا يوصل إلى الحق المطلوب، والمؤمن الحق هو الذي يترك هذا الجدال حتى ولو كان يعتقد جازماً أنه على الحق.

ب ـ المكان الثاني: وهو في وسط الجنة، ويحصل عليه من ابتعد عن الكذب بقوله وفعله، والتزم الصدق، فلا ينطق إلا حقاً وصدقاً، ولا يخبر إلا بما هو صدق.

والكذب خصلة من خصال المنافقين، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان".

والكذب كبيرة من كبائر الذنوب، نتيجته وخيمة، وعاقبته ضارة.

قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم "إياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً"

هذا الوعيد الشديد للكذب، حتى ولو كان لمجرد إضحاك الناس، فقد جاء الحديث: "ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك القوم، ويل له، ويل له".

ومن أشد أنواع الكذب: الكذب على الله تعالى أو على رسوله صلى الله عليه وسلم، وكذا الكذب المتعلق بالأموال.

جـ ـ المكان الثالث: وهو في أعلى الجنة، ويحصل عليه من كانت صفاته حميدة، وخلقه حسناً، وتعامله كريماً، مقتدياً بالرسول صلى الله عليه وسلم، الذي مدحه الله تعالى بقوله: ]وإنك لعلى خلق عظيم[ (القلم: 4).

وحسن الخلق أكثر الأعمال التي ترفع قدر المسلم عند الناس في الدنيا، وعند الله في الآخرة، روى الترمذي ـ رحمه الله ـ عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيء".

4 ـ العلاقات الاجتماعية، والروابط بين الناس ينبغي أن تسودها الألفة والمحبة والأخوة والمودة، وأن تكون خالية من الأحقاد والضغائن، والغل والحسد، هكذا يريدها الإسلام ويسعى إليها، وعليه فالمسلم قلبه أبيض نقي خالٍ من الأمراض والشوائب التي تعكر صفو هذه العلاقات.

5 ـ درء المفاسد مقدم على جلب المصالح في شريعة الله، فكل كلام أو جدال أو فعل يؤدي إلى الوقوع في مفسدة، يجب تركه والابتعاد عنه.
رواه أبو داود والترمذي وغيرهما، بإسناد حسن

من طرف رنا السبت فبراير 25, 2012 5:41 pm

جزاك الله كل خير
شكرا الك خيو الله يعطيك الف عافيه
تحياتي
محرج1

سبيل النجاة

سبيل النجاة

رد: سبيل النجاة